لذلك، حرص المشرع الكويتي على تشريع قوانين تنظم عملية تنفيذ الاحكام القضائية بشكل يضمن استقرار المعاملات وتحقيق مصالح الافراد و المتقاضين، ذلك بتذليل العقبات التي تواجه تنفيذ الاحكام القضائية.
بصدور المرسوم بقانون رقم 59 لسنة 2025، أتيحت للدائن من الضمانات ما يكفل حصول الدائن على الدين المطالب به، بالإضافة، رجوع الضبط والاحضار باعتبارها وسيلة تحفظية لتحصيل الدائن لأمواله.
من ضمن الإجراءات التي استحدثها المشرع الكويتي حماية للدائنين وحرصا على استقرار المعاملات، الاتي:
1- طلب كشف ببيان ما للمدين لدى الجهات الحكومية من عقارات، او منقولات، او حقوق انتفاع، او غيرها من الحقوق المالية القائمة او المستقبلية.
2- طلب كشف ببيان ما للمدين لدى البنوك وشركات الاستثمار ووكالات المقاصة او غيرها من أموال قائمة او مستقبلية او حقوق لدى الغير.
3- منع المدين من السفر او حبسه او كليهما وفقا لأحكام القانون.
4- إخطار شركة المعلومات الائتمانية بواقعة عدم الوفاء لقيدها في السجل الائتمان طبقا لأحكام القانون رقم 9 لسنة 2019
5- ندب أحد المختصين بالإدارة العامة للخبراء متى استدعت إجراءات التنفيذ ذلك.
عل تلك الإجراءات من شأنها الحد من ضعف اجراءات تنفيذ الاحكام القضائية، حيث ان الإجراءات اصبح من الصعب بل من شديد الصعوبة الامتناع عن تنفيذها، بذلك يكون المشرع الكويتي قد سار على منهج الدول المتطورة حيث أتاح سهولة حصول الدائن على دينه، و صعوبة امتناع المدين عن تنفيذ الالتزام الذي يقع على عاتقه. الا انه القانون رقم 59 لسنة 2025، لا يخلو من بعض الإشكاليات العملية التي تجدر الإشارة اليها:
– إشكالية الحجز على الراتب، الراتب من مستلزمات الحياة الكريمة التي يتطلبها كل فرد من افراد المجتمع و كذلك كل اسرة حفاظا على استقرارها، لذلك المشرع الكويتي في قانون المرافعات المدنية و التجارية حرص اشد الحرص على حماية الراتب من الإجراءات التنفيذية.
لذلك نص في المادة 216 من القانون على, مع عدم الاخلال بما ينص عليه أي قانون اخر، لا يجوز الحجز على ما يأتي:
أ – الأموال العامة او الخاصة المملوكة للدولة.
ب – ما يلزم المدين و زوجته و اقاربه و اصهاره المقيمين معه في معيسة واحدة من الثياب و ما يكون ضروريا لهم من اثاث المنزل و أدوات المطبخ، و ما يلزمهم من الغذاء و الوقود لمدة شهر، كما لايجوز الحجز على ما يلزم للقيام بواجباتهم الدينية.
ج – الأموال الموهوبة او الموصى بها لتكون هي او عائدها نفقة او مرتبا مؤقتل او مدى الحياة، وما يحكم به القضاء من المبالغ المقررة او المرتبة مؤقتا للنفقة او للصرف منها في غرض معين وكل ذلك بقدر الربع وفاء لدين النفقة المقررة.
د- الأموال الموهوبة او الموصى بها مع اشتراط عدم جواز الحجز عليها، وذلك اذا كان الحاجز من دائني الموهوب له او الموصى له الذين نشأ دينهم قبل الهبة او الوصية الا لدين نفقة مقررة و في حدود الربع
ه – ما يلزم المدين من كتب و أدوات و مهمات لمزاولة مهنته او حرفته بنفسه و ذلك ما لم يكن الحجز لأقتضاء ثمنه او مصاريف صيانته.
ز- الأجور و المرتبات التي – التي لم يصدر قانون خاص بتنظيم شروط عدم جواز الحجز عليها – الا بقدر النصف و عند التزاحم يخصص نصفه لوفاء ديون النفقة المقررة و النصف الاخر لما عداها من ديون.
ح – السكن الخاص اللازم لأقامة المدين الكويتي و اسرته بشرط ان لا يكون شاغلا له قبل نشأة الدين ولا يسرى هذا الحكم الا على سكن واحد له، كل ذلك ما لم يكن الحجز مقرر لأقتضاء دين مقرر لبنك التسليف و الادخار او دين مقرر له أمتياز على هذه العين طبقا للمواد 1080 و 1081 و 1082 من القانون المدني او نفقة محكوم بها.
ولا يستفيد المدين من هذا الحكم اذا اثبت الدائن ان المدين قام بالتصرف في أمواله قبل او بعد نفاذ هذا القانون تصرفا يضر بحق الدائن.
و بعتبر السكن لازما اذا كان من البيوت الحكومية او ما يماثلها من السكن الخاص المقام على ارض لا تزيد مساحتها على الف متر مربع.
و يفصل قاضي الأمور المستعجلة في المنازعات الناشئة عن تقدير حاجة المدين و اسرته للسكن، بما يراعي حقق الدائن و يوفر حماية للمدين في سكنه الخاص. “
لذلك، عنى المشرع في قانون المرافعات المدنية و التجارية بالحماية القانونية لمستلزمات الحياة الكريمة التي تضمن استقرار الاسر و نموها، الا ان الإشكالية قد تثار بشأن بعض الحجوزات مثل حجز الراتب و حجز المبالغ الموجودة لدى البنوك المحلية، تختلط العملية حيث ان حجز الراتب يجب ان لا يتجاوز 25٪ من الراتب في حين ان الحجز على المبالغ الموجودة او المودعة لدى البنوك المحلية يتاح حجزها بالكامل، بالتالي، الراتب و بعد ايداعه يختلط بباقي أموال المدين ما يكون ما تصعب معه التفرقة بين الراتب و باقي أموال المدين الأخرى، لذلك، صدرت تعميمات و قرارات من قبل الإدارة المعنية لتنفيد الإجراءات التنفيذية وهي الإدارة العامة للتنفيذ المدني بعدم جواز الحجز على الراتب الا في حدود 25٪ منه، الا ان ذلك لا يمنع من قيام الدائن بالحجز على كامل المبالغ المودعه في الحساب البنكي.
وفي ظل وجود الإجراءات التنفيذية و سريانها، يتاح للمدين اتخاذ بعض الإجراءات في حال ما وجدت متطلباتها التي من شأنها وقف الإجراءات التنفيذية او حتى رفع الإجراءات التنفيذية، الا ان ذلك مقيد بوجود مبررات قانونية تتيح للمدين اتخاذها.
لا يتم اتخاذ اجراء الضبط و الاحضار الا بعد قيام الدائن بأثبات ملائة المدين المالية و قدرته على السداد و مع ذلك امتناعه عن السداد، و في تلك الحالة، على المدين اثبات اعساره و عدم قدرته على السداد، توجد استثناءات على اجراء الضبط و الاحضار تمنع الاستخدام التعسفي له.
لذلك، وجب على المدين و في طل التوجهات التشريعية الى المبادرة بالسداد لدى إدارة التنفيذ المختصة، لتفادي اتخاذ إجراءات تنفيذية، في حين ان الاتفاق على السداد خارج الإدارة لا يحول دون اتخاذ الإجراءات التنفيذية، لذلك وجب الحرص على ان يتم السداد لدى إدارة التنفيذ المدني لكي يعفى المدين من الالتزام.
وفي حال عدم قدرت المدين على السداد، يتاح للمدين التقدم بطلب لدى مدير إدارة التنفيذ بتقسيط مبلغ المديونية الى مبالغ بالإمكان تقسيطها والالتزام بسدادها، و يمكن أيضا عقد اتفاق خارج إدارة التنفيذ لتقسيط المبالغ بين كل من الدائن و المدين.
في مجموعة إلتزام للخدمات القانونية المتكاملة، نضع التواصل الفعّال والخدمة القانونية المتميزة على رأس أولوياتنا. سواء كنت بحاجة إلى استشارة قانونية، تمثيل قانوني، أو استفسار عن خدماتنا، نحن هنا لمساعدتك بخبرة قانونية موثوقة ورؤية احترافية.
تأسست في 2008، إلتزام كانت رائدة موثوقة في تقديم حلول قانونية دقيقة وشاملة.
إلتزام للمحاماة والاستشارات القانونية © 2025 – جميع الحقوق محفوظة.